جعل الله تعالى لكل نبي من أنبياؤه آية، وكانت آية سليمان عليه السلام هي أن الله تعالى علّمه لغة الحيوانات وسخّر له الجن لخدمته وكذلك الرياح، وأعطاه الله العلم والحكمة، وقد حكم بعد وفاة أبيه نبي الله داوود.
دعا سليمان ربه أن يهب له آية خاصة فيه لا يهبها لغيره بعد وفاته، وقد غستجاب الله لدعائه وقد كانت الآية أن سخر له الجن لخدمته، كان لسليمان القدرة على التحكم في الجن، حيث كان يستطيع معاقبة الجن الذين لا يطيعونه وقد كان يقيدهم ويعذبهم، و قد كان بعض الجن الذين يطيعونه يبنون له القصور الضخمة والتماثيل والأواني وقد كان الجن يعوص في أعماق البحار لاستخراج اللؤلؤ والمرجان.
كما أن الله تعالى استجاب لدعاؤه وسخر له الريح حيث كانت تهب في الإتجاه الذي يرغب وقد كان ذلك يفيده في الحروب، وقد كان لسليمان بساط ضخم من الخشب وقد كان يركبه جيوشه وجنده وينقلهم إلى المكان المطلوب بسرعة كبيرة، و قد أنعم الله على سليمان بأن علمه كيف يصهر النحاس، وقد استفاد جيداً من هذه القدرة في الحروب والمعارك، كما كان له جيش جرار قوي من البشر والجن والطيور، كما علمه لغة الطيور وكيفية التواصل معها.
ولكن بعد أن قدم الله لسليمان هذه النعم الكثيرة، إبتلاه بالمرض، فقد كان مرضه يزداد مع كل يوم ويضعفه أكثر فأكثر، ولم يتم معرفة كيفية علاج هذا المرض من أطباء البشر ولا الجن وقامت الطيور بجلب الأعشاب من كل مكان في العالم، فلم تجدي نفعاً، وقد كان يستغفر به ليلاً نهاراً ويدعو الله أن يشفيه، فقد استجاب الله لدعاؤه وعلم سليمان بأنه على الرغم من كل هذه النعم والآيات من الله تعالى إلا أنها لا تستطيع شفاؤه، فالله تعالى هو القادر على شفاؤه متى أراد.
و قد وهب الله لسليمان عليه السلام الحكمة والقدرة على إستنتاج الأمور والحلول للمشاكل، فقد كانت هناك مشكلة وقد كان جالساً في مجلس مع أبيه، وقد جاء رجلاً يشكي إلى داود عليه السلام بأن هناك غنم لراعي غنم قام بأكل حقل عنب، فحكم داود أن يعطي الرجل غنمه لصاحب الحقل، إلا أن سليمان قال بأن له رأياً آخراً وهو أن يقوم راعي الغنم بإصلاح حقل العنب وإرجاعه كما كان، وفي هذا الوقت يقوم صاحب الحقل بأخذ الغنم ويستفيد منه وبعد أن ينمو العنب في الحقل يقوم كل رجل بإرجاع كل شيء لصاحبه.
و قد كانت قصة بلقيس ملكة سبأ هي أشهر قصة لسيدنا سليمان عليه السلام، فقد جاء طير الهدهد يقول لسليمان بأن هناك قوماً يعبدون الشمس وقد كانت ملكتهم بلقيس فبعث لها يهديها إلى الله تعالى فلم تستجيب فجاءت إلى سليمان وقد أمر سليمان بأن يأتي الجن بعرشها، فلما أتوا به ورأته أسلمت. و لطالما قيل بأن الجن يعلم الغيب ولكن الله تعالى أثبت ذلك من خلال الجن، فقد مات سليمان ولكن الجن لم تكن تعلم ذلك واستمرت بالعمل لديه بالمشقة والتعب، فلو علم الجن بأنه مات فلن يستمروا بالعمل لديه، وبهذا أثبت الله تعالى بأن الجن لا يعلم الغيب، كان سيدنا سليمان يمتلك من الآيات والمعجزات والنعم الكثير ولكنه أثبت للجميع بأن هذه الأموال والنعم والآيات لاشيء مقابل قدرة الله تعالى.
المقالات المتعلقة بسيدنا سليمان عليه السلام